فصل: قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ألا إن خير النّاس بعد نبيه ** مهيمنه التالية في العرف والنّكر

ويأتي بمعنى الحافظ العلي وبمعنى الآخر قال العباس يمدح رسول اللّه في أبيات منها:
حتى احتوى بينك المهيمن ** من حنذف علياء زانها النّطق

واحتوى هنا بمعنى جمع والمهيمن العلي والحنذف وصف امرأة إلياس بن مضر ليلى بنت حلوان بن عمران والحنذفة الهرولة والمشي بتبختر وليس مرادا هنا وقال بعضهم لا يعلم معناه إلّا اللّه وأنشد:
جل المهيمن عن صفات عبيده ** ولقد تعالى عن عقول أولي النّهى

راموا بزعمهم صفات مليكهم ** والوصف يعجز عن مليك لا يرى

{الْعَزِيزُ} الذي لا يغلبه غالب ولا يفلت منه هارب الواجب الطّاعة فيما يأمر وينهي النّادر الذي لا مثيل له القوي الذي لا يجارى {الْجَبَّارُ} العظيم الشّأن في القدرة والسّلطان والقهر الذي لا يدانى ولا يحجزه عن إرادته حاجز {الْمُتَكَبِّرُ} البليغ في كبريائه الذي لا يحيط به شيء وهذه والتي قبلها صفتان ممدوحتان في الخالق مذمومتان في المخلوق {سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (23) به من خلقه من لا يستحق شيئا من هذه الصّفات الجليلة ولا يقدر على خلق شيء من مخلوقاته ولا على حفظ نفسه من العاهات تنزه عن الشّريك والمثيل والنّدّ والشّبيه {هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ} للوجد الأعيان من العدم إبداعا واختراعا وإنشاء {الْمُصَوِّرُ} خلقه في الأرحام والبيض والأكمام والطّين وغيرها ومكونها بما هي عليه كما شاء الذي جعل لكل منها ميزة على الآخر على كثرتها واختلافها فسبحانه من إله قادر متكبر {لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} الكريمة الشّريفة الدّالة على معان كثيرة راجع الآية 8 من سورة طه تجدها كلها هناك مع ما يخطر ببالك عنها وإن له تعالى أسماء غيرها لا تعد ولا تحصى حيث يشتق له من كلّ ما يقع في ملكه اسم {يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} من كلّ نام وجامد بلسان القال والحال {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (24) في أفعاله وأقواله وآثاره.
وقد ختمت هذه السّورة بالمعنى الذي بدئت به وهو من بديع النّظم ويوجد سورة التغابن مختومة بما ختمت به فقط واللّه أعلم.
وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم وصلّى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الحشر مدنية.
{الحكيم} تام.
{لأول الحشر} كاف وكذا {إن يخرجوا} و{من الله}.
{لم يحتسبوا} صالح.
{الرعب} كاف.
{الأبصار} حسن.
{في الدنيا} كاف وكذا {عذاب النار}.
{ورسوله} حسن.
{العقاب} تام وكذا {الفاسقين}.
{من يشاء} كاف.
{قدير} تام.
{منكم} حسن.
{فانتهوا} كاف.
{العقاب} تام.
{الصادقون} صالح لأنه رأس آية.
{خصاصة} تام وكذا {المفلحون}.
{للذين آمنوا} كاف.
{رحيم} تام.
{لننصركم} كاف وكذا {الكاذبون}.
{لا ينصرونهم} صالح.
{لا ينصرون} كاف وكذا {من الله}.
{لا يفقهون} حسن.
{أو من وراء جدار} كاف وكذا {شديد} و{شتى} و{لا يعقلون} و{أمرهم} و{أليم} و{رب العالمين} و{خالدين فيها}.
{الظالمين} تام.
{واتقوا الله} كاف.
{بما تعملون} حسن.
{أنفسهم} كاف.
{الفاسقون} تام وكذا {أصحاب الجنة} و{الفائزون}.
{من خشية الله} كاف.
{يتفكرون} تام وكذا {الرحيم}.
{المتكبر} حسن.
{يشركون} تام وكذا {الحسنى} وآخر السورة. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الحشر مدنية.
عشرون وأربع آيات اتفاقًا.
ليس فيها اختلاف.
وكلمها أربعمائة وخمس وأربعون كلمة.
وحروفها ألف وتسعمائة وثلاث وسبعون حرفًا.
{وما في الأرض} حسن.
{الحكيم} تام.
{لأول الحشر} حسن ومثله {أن يخرجوا} وكذا {من الله}.
{لم يحتسبوا} تام عند نافع على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل حالًا.
{وأيدي المؤمنين} جائز.
{أولي الأبصار} تام عند الأخفش.
{في الدنيا} حسن.
{عذاب النار} أحسن مما قبله.
{ورسوله} حسن للابتداء بالشرط.
{العقاب} تام.
{على أصولها} ليس بوقف لأنَّ جواب ما الشرطية قوله: {فبإذن الله} وما منصوبة بقطعتم و{من لينة} بيان لما.
{الفاسقين} تام.
{ولا ركاب} الأولى وصله.
{من يشاء} كاف.
{قدير} تام وقيل ليس بتام لأنَّه إنَّما أتى بالواو في الأولى دون الثانية لأنَّ {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى} هذه الجملة بيان للجملة الأولى فهي غير أجنبية عنها فعلى هذا لا يتم الوقف على {قدير} قاله الكواشي.
ولا وقف من قوله: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى} إلى قوله: {بين الأغنياء منكم} على أن الآية الأولى خاصة في بني النضير وحكمها مخالف ولم يحبس من هذه رسول الله لنفسه شيئًا بل أمضاها لغيره وهذه الآية عامة ورسموا {كي لا} هنا كلمتين كي كلمة ولا كلمة.
{فخذوه} جائز.
{فانتهوا} حسن.
{واتقوا الله} أحسن مما قبله.
{العقاب} تام وينبغي هنا سكتة لطيفة ولا يوصل بما بعده خشية توهم أنَّ شدة العقاب للفقراء وليس كذلك بل قوله: {للفقراء} خبر مبتدأ محذوف أي والفيء المذكور للفقراء أو بتقدير فعل أي ما ذكرناه من الفيء يصرف للفقراء وإن جعل قوله: {للفقراء} بدلًا من قوله: {ولذي القربى} كما قال الزمخشري لا يوقف من قوله: {وما آتاكم الرسول فخذوه} إلى قوله: {وينصرون الله ورسوله} فلا يوقف على {فخذوه} ولا على {فانتهوا} ولا على {واتقوا الله} ولا على {العقاب} لأنَّه لا يفصل بين البدل والمبدل منه بالوقف وإن جعل قوله: {للفقراء المهاجرين} والآيات الثلاث بعده متصلًا بعضها ببعض لم يوقف على ما بينها إلاَّ على سبيل التسمح لأنَّه قال في حق المهاجرين {للفقراء المهاجرين} وفي حق الأنصار {والذين تبوَّءوا الدار والإيمان} وقال في التابعين {والذين جاءوا من بعدهم}.
{ورسوله} حسن.
{الصادقون} كاف على استئناف ما بعده مرفوع بالابتداء والخبر {يحبون} وجائز أن عطف على ما قبله.
{مما أوتوا} ليس بوقف لأنَّ ما بعده عطف على ما قبله.
{خصاصة} تام للابتداء بالشرط ومثله {المفلحون} إن جعل ما بعده مبتدأ وخبره {يقولون} وإن جعل {والذين جاءوا} معطوفًا على {المهاجرين} {ويقولون} حال.
أخبر الله عنهم بأنهم لإيمانهم ومحبة أسلافهم ندبوا بالدعاء للأولين والثناء عليهم فما بعد {يقولون} إلى قوله: {للذين آمنوا} من مقولهم فلا يوقف على شيء قبله.
{للذين آمنوا} كاف ويجوز الوقف على {ربنا} ولا يجمع بينهما.
{رحيم} تام.
{أبدًا} جائز.
{لننصركم} كاف ومثله {لكاذبون}.
{لا يخرجون معهم} جائز ومثله {لا ينصرونهم} وكذا {الأدبار}.
{لا ينصرون} تام.
{من الله} حسن.
{لا يفقهون}كاف وكذا {جدار}. ومثله {شديد} و{قلوبهم شتى} و{لا يعقلون} وقوف كافية والشرط في الأخيران جعل {كمثل} خبر مبتدأ محذوف أي مثلهم كمثل.
و{يعقلون} جائز أن جعل ما بعد الكاف متعلقًا بيعقلون.
{من قبلهم قريبًا} جائز ومثله {وبال أمرهم}.
{أليم} كاف إن جعل {كمثل} معه مبتدأ محذوف أي مثلهم كمثل الشيطان.
{اكفر} حسن ومثله {منك}.
{رب العالمين} كاف.
{خالدين فيها} حسن.
{الظالمين} تام ورسموا {جزاء} بواو وألف كما ترى.
{ما قدمت لغد} كاف أصله غد غدو إلاَّ أنَّ القرآن جاء بحذف الواو وحذفت لامه اعتباطًا وجعل الأعراب على عينه أو يقال تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا ثم حذفت لالتقاء الساكنين وهما الألف والتنوين فصار غد.
{واتقوا الله} أكفى مما قبله.
{بما تعملون} تام.
{أنفسهم} كاف.
{الفاسقون} تام ومثله {أصحاب الجنة} الأول وكذا {الفائزون}.